عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-23-2011, 03:01 AM
الصورة الرمزية ابتسامة
ابتسامة ابتسامة غير متواجد حالياً
مراقبة عامة
مشرفة القسم الإسلامي
 
شكراً: 9,781
تم شكره 5,490 مرة في 2,349 مشاركة

ابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدىابتسامة عضوية شعلة المنتدى









Llahmuh الحيض مسائله وأحكامه

 




إنَّ الحمْدَ للهِ، نَحمدُهُ، ونَستعينُه، ونَستغفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، وسيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هادِي له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، وحدهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه.



أما بعدُ:






الحيض باب عظيم تبرز أهميته في أن عبادة المرأة وكثيراً من مسائل المعاملات متوقّفة على ضبطه، والإلمام بمسائله وأحكامه، ولذلك اعتنى العلماء بهذا الباب، ونبّهوا على أهميّته وأنه ينبغي على طالب العلم والمشتغل بالفقه أن يعتني به أيّما عنايةٍ، حتّى قال الإمام أحمد رحمه الله برحمته الواسعة:"مكثت في الحيض تسع سنين حتى علمته"، يعني هذا الإمام الجليل مكث هذه التسع سنوات حتى ضبط مسائل الحيض...


واليوم يأتينا من يقول والله الحيض باب بسيط كلها خمسة أو ستّة أحاديث تحفظها، ولماذا نعقد على الناِس بتعقيدات الفقهاء وتفصيلاتهم وتفريعاتهم؟، نعم هذا شيء والحقيقة شيء آخر، والكلام شيء والواقع شيء آخر، العلم يقول الله تعالى عنه: { إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً } المزمل 5 ... هي أحاديث محصورة لكن يقول الأئمة إنها تبلغ مائة حديث ولها ما لا يقل عن مائة وخمسين طريقاً، كما ذكر الإمام ابن العربي رحمه الله...

وأفرد الأئمة لمسألة من مسائل الحيض يسمونها مسألة المتحيرة، سميت متحيّرة ومحيّرة، يقال: متحيرة في نفسها لأنها ما تدري متى تصلي ومتى تعبد الله، ومتى تصوم ومتى تؤدي عبادتها فهي طاهرة ومتى يحكم بكونها حائضا، فلا يحل لها فعل الصلاة ولا الصوم فهي متحيرة، ولا تدري هل خرجت من عدتها أو لم تخرج، وهل يجوز طلاقها أو لا يجوز طلاقها، فلما تحيّرت قيل لها متحيّرة، ولأنها حيّرت العلماء فقيل لها محيرة، فحيرت العلماء رحمهم الله أفرد بعض الأئمة للمحيّرة وحدها كتاباً مستقلاً، فهذه ليست تفصيلات وتفريعات فمن عند الفقهاء...


يا إخوان هناك مسألة مهمة جداً وهي أن الله أعطى الناس العلم فمن مستقلّ ومن مستكثر، من وقف أمام مشكلات الناس والمسائل والفتاوى وعاش دهراً طويلاً يغوص في خضم وغمار تلك الرحمات من نصوص الكتاب والسنة يستنبط منها ثم يعيش واقع الناس في أسئلتهم وفتاويهم تتفرع له من العلم فروع ، { كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ } ،إبراهيم 24 فيجد من التفريعات والمسائل، يقول عبد الله ابن مسعود:"ثوروا العلم"، يعني إذا ثورت العلم وفصلت فيه دون تنطع ودون تكلف ودون تشدق فإن الله يفتح عليك...


فالذي يأخذ العلم بالتأصيل ويبني على التأصيل تتفرع له الفروع على أصول صحيحة وتنبني على قواعد سليمه يصيب من العلم غايته ويأخذ العلم وجدانه وأحاسيسه، ويعيش في جنة قبل جنة الآخرة يعرفها من يعرفها، هذه الجنة التي عاش العلماء فيها فأصّلوا وقعّدوا وضبطوا وقيّدوا وحرّروا رحمهم الله برحمته الواسعة، فما ملوا ولا سأموا ولا تعبوا ولا كلّوا، كيف يكلَّون وهم يعيشون تلك الرحمات التي يتقربون إلى الله بخوضها ومعرفتها وضبطها للأمة، فهذه التأصيلات من أين جاءت؟،..


جاءت من مسائل الناس، من النوازل ومن المشاكل ولذلك تجد بعض العلماء يأتي ويتكلم في مسألة في البيع على أنها أصل، هناك من يتكلم عن المسألة مثلاً لا يجوز بيع الإنسان لما يملك، هذه أصل المسألة فيها حديث، حديث حكيم ابن حزام وغيره"لا تبع ما ليس عندك"، ثم يأتي الآخر ويقول لا تبع ما ليس عندك، لماذا نهى النبي e عن هذا؟، يربط بأصل عام في الشريعة وهو تحريم أموال المسلمين وعدم جواز الظلم، ثم لمّا يربطه بهذا الأصل العام يأتي شخص آخر ويقول طيّب لو باع مالا يملك، فإما أن يعلم صاحبه وإما أن لا يعلم، طيب لو كان هذا لم يعلم فما حكم بيع المغصوب وما يتفرّع على مسائل الغصب، ثم لو أنه تاب كيف يرد ثم يأخذ يفصل هذه المسائل، من أين جاء هذا التفصيل؟، من مسائل الناس والنوازل...


هكذا في الحيض هناك نساء حضن على عهد رسول الله واستحضن حتى التبست عليهن الأمور، فقعد عليه الصلاة والسلام القواعد وبيّن الأصول لباب الحيض، وتفرعت عن هذه الأصول وهذه الأحاديث الجامعة التي أوتيها من جوامع كلمه بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه، وتفرعت من هذه الجوامع مسائل وأحكام ما جاء به العلماء من عندهم، إنما جاءوا بها من دلالة النص، ولذلك تجد الحديث الواحد تستغرب حتى كيف يستنبط منه الحكم؟، وتتعجب تجد العبارة خطابا للمرأة"إنما ذلكِ عرق"،"وليست بالحيضة فإذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة"،"فاتركي الصلاة"،"دعي الصلاة قدر الأيام التي كنتِ تحيضينهن"،"لتنظري الأيام التي كانت تحيضهن"،"فلتمسك عن الصلاة"، فإذا هي خلفت ذلك فلتصلِ"، الرجوع إلى العادة الرجوع إلى التمييز الرجوع إلى الغالب، هذه المسائل قعدها عليه الصلاة والسلام، لكنها تتفرّع عنها مسائل كثيرة.


ومن هنا كان ضبط هذا الباب والعناية به أمراً عظيماً فيه نفع للمسلمين، لأن الحيض تتعلق به عبادات وتتعلق به معاملات، المرأة ما تستطيع أ، تصلي وما تستطيع أن تصوم ولا تدخل المسجد ولا تمسّ المصحف ولا تقرأ القرآن، ولا يجامعها زوجها إذا كانت حائضة، لا يطلقها إذا كانت حائضة طلاقاً السّنّة، والاعتداد لا تعتد بالأشهر مادامت حائضاً....


ثم التبس عليها الأمر هل هي حائضة أو مستحاضة، على كل حال كل هذه المسائل من العبادات والمعاملات وما يتبعها كلها محتاج إليها، وانظر إلى عظيم نفعك للأمة إن ضبطت وأتقنت هذا الباب فنفعت به وانتفعت، ونسأل الله العظيم أن يلهمنا فيه الصواب وأن يجنبنا فيه الزلل، ولذلك نعود ونكرر إلى أن هذه التأصيلات والتفريعات في غالبها جاءت مستقاه ومستنبطه ومبنية على أصول في سنة النبي e، فهمها العلماء ويحتاج طالب العلم إلى ضبطها والإلمام بها حتى يستطيع أن يفتي ويعلّم ويبيّن مسائل الحيض على نور وبصيرة من الله، وإن شاء الله سنبيّن المسائل المتعلّقة بالحيض.




الحيض في اللغة مأخوذ من قولهم حاضت المرأة تحيض حيضا ومحيضا وإحاضة وأصله العرب السيلان، يقال: حاض الوادي إذا فاض وسال بالماء، وتقول العرب حاضت السمُرة وهي نوع من الشجر إذا سال صِمغها على ساقها، فالحيض السيلان..

وأما في الاصطلاح فدم يرخيه رحم المرأة لغير مرض ولا نفاس.
النفاس كما في الصحيح حينما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها في حجة الوداع وكانت قد نوت العمرة متمتعة بها، قال عليه الصلاة والسلام لما أصابها الحيض بسرف:"ما لكِ أنُفِسْتِ؟، ذاك شيء كتبه الله على بنات آدم"،"ما لكِ أنُفِسْتِ؟"، يعني هل جاءكِ الحيض فسمى الحيض نفاساً، لأن النفس أصله


ويطلق عليه العرب الطمث لأن أصله الدم لأن العرب تسمي الدم بالطمث، ولذلك يقول أطمث المرأة إذا افتض بكارتها لأنه يدميها، كما قال الليث من أئمة اللغة، ومنه قوله تعالى:"لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" الرحمن 56 ، أي أن حوريات الجنة أبكار لم تفتض بكارتهن من إنس ولا جان..


كذلك يسمى الحيض بالقرء ومنه قوله تعالى على أحـد الوجهين { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوء } البقرة 228 ، قيل ثلاثة حيضات وقيل ثلاثة أطهار وهو الصحيح ولكن على القول بأنه حيض من باب تسمية القرء حيضا، وهذا موجود له شواهده في لغة العرب..


ويسمى الضحك وحملوا عليه قوله تعالى: { وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوب} ، كانت قائمة فأصابها دم الحيض على أحد الأوجه، مع أنها طعنت في السن ويئست من المحيض، ولكن الله على كل شيء قدير، كانت ابنة تسعين سنة كما قيل، ومع هذا وهبها الله الـولد لكن الشاهد أن قوله : { فَضَحِكَتْ }قيل ضحكت حقيقة، والمراد بكونها ضحكت قيل ضحكت أن إبراهيم أصابه الخوف ثم جاءته البشرى، كيف كان خائفاً ثم نظرت إليه وقد جاءته البشرى فعجبت من هذا وضحكت كما هو حال القرين مع قرينه، إذا رآه في كرب ثم رآه في فـرح، عجب من اختلاف الحـالين، وقيل ضحكت ضحكة استغراب ، { قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ } هود 72 ، الله ما يعجزه شيء، { قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } المؤمنون 88 ، { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس 82 ، { فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يس 83 ، سبحانه، لا يعجزه شيء وهو سبحانه وتعالى بيده كل شيء، فالشاهد أنها ضحكت ضحك المتعجب، وقيل ضحكت بمعنى حاضت، يسمى الحيض الإكبار والإعصار والطمس بالسين كلها من أسماء الحيض وأشهرها الستة الأول.





-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share

التوقيع :
لكل من ظلمته أو جرحته أو آذيته بكلمة أوفعل أرجو أن تحللوني
فالحياة قصيرة وكل ما فيها زائل إلا الخالق سبحانه وتعالى ,عفا الله عني وعنكم ..
يارب و إن نامت أجزائي بين التراب وكنت نسياً منسياً
أكرمني ببرد عفوك وارزقني من يدعو لي بلا ملل.
اللهمّ برد العيش وسُكنى الفِردوس ورؤيتك أعظم أمنياتي
وأجلّ دعواتي
وأقصى ما أرجوه يا الله ’فحقق بفضلك رجائي
;

التعديل الأخير تم بواسطة همسات مسلمة ; 11-09-2011 الساعة 05:15 AM
رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ ابتسامة على المشاركة المفيدة: