عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2013, 11:33 PM   رقم المشاركة : 2
شمس الرسالة
مشرف القسم الإسلامي





 

الحالة
شمس الرسالة غير متواجد حالياً

 
شمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدىشمس الرسالة عضوية شعلة المنتدى

شكراً: 4,435
تم شكره 3,464 مرة في 795 مشاركة

 
افتراضي رد: بيعة الرضوان - لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة



بعض العبر والفوائد المستفادة من وقائع بيعة الرضوان :

- الفائدة الاولى :
صحة إيمان الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، وصدق بصائرهم وأنهم كانوا مؤمنين على الحقيقة أولياء لله
إذ من غير الجائز أن يخبر الله برضاه عن قوم بأعيانهم إلا وباطنهم كظاهرهم في صحة البصيرة وصدق الإيمان
وقد أكد ذلك المعنى سبحانه ، بقوله : { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم } (الفتح:18)
وهذا يدل دلالة واضحة على أن التوفيق والتسديد والتأييد مصاحب وملازم لمن صَدَق النية مع الله سبحانه
وهذا الملحظ في معنى قوله تعالى : { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما }(النساء:35) .

- الفائدة الثانية :
كانت تلك البيعة مقدمة وتمهيدًا وسببًا مباشرًا لإبرام صلح الحديبية
ذلك الصلح الذي كان فتحًا مبينًا وكسبًا عظيمًا للمسلمين .
فعندما علمت قريش بتلك البيعة ، ومدى صلابة المسلمين في موقفهم وقوتهم وصبره
وثباتهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، علمت أن ذلك هو الحق !
فأرسلت إلى المسلمين فريقًا للتفاوض معهم ، وإبرام الصلح .

- الفائدة الثالثة :
-ومما يستفاد من هذه الحادثة قوة العلاقة والترابط والتلاحم بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام
إذ إنهم بايعوه على الثبات والمصابرة وعدم التولي، ومواجهة الموقف بكل ما يقتضيه من إيمان وإخلاص
يتجلى ذلك في سرعة استجابة الصحابة لما دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومسارعتهم لتلبية متطلبات ومستحقات الإيمان بالله ، وبرسالة نبيه عليه الصلاة والسلام
إذ إن الصدق في الإيمان سبيل إلى تحصيل رضا الرحمن أولاً
وهو طريق أيضًا لحصول نصره وتأييده { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز } (الحج:40) .

- الفائدة الرابعة :
على أن من الدلالات المهمة في هذه البيعة ، والتي تدل على كل ما سبق وتدعمه
ما يستفاد من مواقف الصحابة رضوان الله عليهم من رسولهم صلى الله عليه وسلم
فيما ذكره أصحاب السِّيَر من أن عروة - وهو أحد أعضاء وفد قريش ، الذين ذهبوا للمفاوضة والمصالحة -
وكان قد رجع إلى أصحابه يصف لهم ما رأى ، قال :
أي قوم !! والله لقد وفدت على الملوك ، على كسرى و قيصر والنجاشي ، والله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه
ما يعظم أصحاب محمد محمدًا ، والله إن تنخَّم نخامة ، إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده
وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه , وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدِّون إليه النظر تعظيما له.
وفي فعل الصحابة هذا على ما وصف عروة ما يدل على أنه لا إيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم دون محبة له
وأن هذه المحبة ليست معنى عقلانيًا مجردًا ، وإنما هي أثر ملموس ، وسلوك مشهود يستحوذ على القلب
فيطبع صاحبه بمثل الطابع الذي وصف به عروة بن مسعود أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومما يتصل بهذا الحدث ، ويحمل من الدلالة ما يحمل ،حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال :

قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية : ( أنتم خير أهل الأرض )
قال جابر - وكان قد كفَّ بصره -: ولو كنت أبصر اليوم ، لأريتكم مكان الشجرة .

وقد قُطعت هذه الشجرة ونسي مكانها ، وكان في ذلك خير للمسلمين
إذ لو بقيت إلى اليوم ، لشُدت إليها الرحال ، ولضُربت عليها القباب ، ولظن الناس فيها الظنونا
ولربما كانت قِبلة لبعض الجهال ، ولكن
الله
{ غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

آخر تعديل البطل المجاور يوم 01-23-2013 في 11:40 PM.

رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شمس الرسالة على المشاركة المفيدة: