عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2013, 09:38 AM   رقم المشاركة : 18
Amazing Misa
عضو متألق






 

الحالة
Amazing Misa غير متواجد حالياً

 
Amazing Misa عضوية لديها صيت بسيطAmazing Misa عضوية لديها صيت بسيطAmazing Misa عضوية لديها صيت بسيط

شكراً: 421
تم شكره 628 مرة في 385 مشاركة

 
افتراضي رد: رواية خادمي كان صديقي





عربةٌ مزينة بألوانِ جميلة وأشكالِ هندسية براقة تسرُ أنظار كل من يراها , تجرها اثنين من الخيولِ البيضاء الأصيلة وحولها تسير مجموعة من السيارات المختلفة في أحجامها والتي قد طبعت عليها شعارٌ موحدّ بألوانِ لامعة ...
كان هناكَ مجموعة من الأشخاص في العربة الرئيسية والتي توجدُ بداخلها كلَ أنواعِ المرح ومختلفِ الأقنعة التي تحبها مختلفُ الأعمار .. جميعهم تبدوا عليهم الحماسة والسعادة فها هم يأكلون بعضاً من الحلوى الفرنسية المغطاة بالشكولاتة وبعضُ منها مغطى بطبقة من الفانيلا والمكسرات المتنوعة , لباسهم موحد فقد كانَ يطغى عليها اللون الأبيض المزين بخيوطِ ملونة من على أطرافها .
تقدمَ أحدهم نحو شخصِ قد جلسَ في زاوية بعيدةِ عنهم ... ويختلفُ عنهم بعضَ الشيء فهو يلبسَ عباءةً زيتية مقطعة من الأطراف ويغطيّ رأسه بقبعةِ متصلةِ بتلكَ العباءة وبيده يأكلُ بعضاً من الحلوى المثلجة ....
ـ ألا تريدُ البقاء معانا ! بالرغمِ من أننا لا نعرفك جيداً إلا أنك كنتَ مذهلا .
رفعَ ذلك الشاب رأسه عندما سمعَ ذلك السؤال.. ابتلعَ قطعة الكعك المحلاة المجمدة وظهرت على عينيه معالمِ التصميم ليقولَ للشخصِ الذي سأله .
ـ لا أستطيع البقاء .. فهناكَ شخص يجب أن التقيه .
أخذَ ينهي ما بيده بسرعة وما لبثَ أن رفعَ ذراعه وقالَ لمن أمامه بمرح .
ـ أريدُ المزيد .... فهذهِ الحلوى لذيذة وهي أشبه بالمثلجات ..
تقدمَ بعضُ ممن في العربة باتجاهه وقد ارتسمت بداخلهم ابتسامة جميلة أعطى أحدهم لذلك الفتى بعضاً مما طلب والذي أسرعَ بأخذه منه وقد طغت على وجهه معالمُ السعادة .
سقطَ الغطاء الذي على رأسه فظهر شعره الأشقر المائل للونِ غروبِ الشمس وقالَ لهم وهو يأكل الحلوى .
ـ يسرني البقاء معكم ... ولكن هناكَ ما يجبُ عليّ عمله في المدينة التي ستذهبونَ إليها .
ابتسمَ أحدهم وهو ينظرُ لذلك الشاب الذيّ ألحّ عليهم بأن يأخذوه معه فيبدوا أنّه علم أنهم متوجهون لمدينة أخرى وقد تسلل إلى عربتهم وعندما اكتشفوا رفضَ النزول وعرضَ عليهم بعضاً من مواهبه فقبلَ جميعهم بأن يحملوه معهم فقد بدى بارعاً وهو يحركُ الكرات الملونة بيده بخفة وانسيابيه .
جلسَ بقربه وأخذً يدقق النظر إليه .. كانَ شاباً صغيراً بدى في السادسة عشر ويبدوا أنّه فقير فهيئته تدلُ على ذلك .. مدّ يده نحوَ إحدى أذنيه .. ولمسَ الحلقة الطويلة التي أشبه بخيطِ ملون وقالَ له بابتسامة .
ـ ولماذا ترفضُ الانضمام معانا بالرغمِ من أنّه عرضٌ مغري ! .. سوفَ تحصلُ على الكثير من المعجبين وسوفَ تزورُ أغلبَ المدن لترى جمالها كما أنّك ستحصلُ على مرتبِ جيد يكفي لتعيشَ حياةً كريمة .
توقفَ المعني به بالسؤال عن الاكل ورفعَ يده ليبعدَ من أمسك بحلقةِ أذنه عنها بلطف ثواني هي حتى ابتسمَ ابتسامة حزينة .
ـ أخبرتك .. هناك شخصٌ يجبُ عليَّ أن أبقى معه .
استغربَ الجميعَ من ذلك وأخذو ينظرون لذلك الشاب بغرابة ولكنّه ما لبثَ أن أبعدَ الحزن عن شفتيه ليقولَ لهم بابتسامة مرحة .
ـ بالمناسبة متى سوفَ نصلُ لتلكَ المدينة ! .
ضحكَ الجميعَ على شخصيته فتقدمَ أحدهم نحوه ووضعَ يده على شعره ليقولَ له بمرح ...
ـ ما رأيك لو نعلمك بعضاً من الحركات الجديدة لتضيفها إليك .
شعرَ الشاب بفرحة غامرة وأمأ برأسه موافقاً .
فجأة مُلأ المكان ضياءً بأشعة الشمس الهادئة والتي أخذت تنسابُ من العربة التي هم فيها ... ارتسمت الفرحة بداخلِ الشاب وأسرعَ نحو الشخص الذي قامَ بإزالة الستار عن نافذة العربة ..
أطلَ برأسه منها فحرّك الهواء عباءته وشعيرات رأسه ... اتسعت عيناه بسعادة عندما بدت تظهرُ له معالم المدينة بمبانيها الشاهقة .... فهمسَ لنفسه وقد بدأ قلبه يخفق .
ـ وأخيراً .... وصلتُ إليها ..
ابتسمَ جميعَ من في العربة فقد بدى لهم أنّ ذلك الشاب يحملُ في قلبه وعداً ثقيلاً كلفَ نفسه به جلسَ الجميعَ في أماكنهم منتظرين موعد النزول ... بينما لم يجلس ذلك الفتى من فرطِ حماسته بل أخذَ ينظرُ من النافذة متلهفاً للوصول .


ـــــــ


بدأ صباحٌ آخر في قصر ماليان وكما هو المعتاد فقد غادرَ ميلان إلى شركته ليساعد عمه حتى رولند لم يكن فيه فبعد أنّ أصبحَ خادمه الخاص فقد قرر ميلان بأن يكونَ هو سائقه ليذهب به إلى أيّ مكان يريده ..
بينما عاد شيمون للعمل وملامح الغرابة باتت بادية على وجهه فلم يحصل أيُّ إزعاج من سيده هذا اليوم فقد كانت تطغى عليه أثار النوم وبدى أنّه لم ينم جيداً شعرَ بالقلق في داخله فيبدوا أنّه كانَ يُفكر في تلك الحادثة ولم يستطع النوم .
وعند بوابة الشركة ...
صفقَ ميلان باب السيارة بعصبية فيبدوا أنّه قد استعاد طبيعته بسرعة .. أسرعَ بخطواتِ غاضبه وقالَ بحرقة .
ـ أودُ أن أبرحك ضرباً .
وصلَ إلى بوابة الشركة فأدخلَ كمية كبيرة من الهواء إلى رئتيه ليبعد شعوره بالغضب كرر تلكَ الخطوة مراتِ عديدة حتى شعرَ بالراحة .. عدلّ من ملابسه وتسريحة شعره ثمّ دخل برزانة .
بينما كانَ رولند واضعا رأسه على مقودِ السيارة وقد بانت على وجهه ملامح الإرهاق الطفيفة ليقولَ بهمس .
ـ إنه أشبه بطفلِ مدلل ... لماذا يضعُ كل غضبه عليّ عندما يكونُ هو المخطئ !.
رفعَ رأسه وحركَ مقود السيارة عائداً إلى القصر فقد حدثت مشاجرة من طرف واحد فقد نسي ميلان أن يلبسَ ربطة عنقه الجديدة وقد عاتبه على ذلك .. رغمَ أنّ رولند بريءٌ من ذلك فميلان هو من يختارَ لنفسه ملابسه وهو فقط يخرجها له في الصباح .
ـــــــ
في شقة ميدوري ...
لم يعد باستطاعتهم كتم ضحكاتهم فوضعَ كلٌ منهما يده على فمِ الآخر فقد كانت السعادة ظاهراً على وجوهم مع بداية طلوعِ شمسِ اليوم .. لم يعد باستطاعة لين أن تكتم ضحكتها أكثر فأبعدت يد لير عن فمها وانفجرت بالضحك ... ثواني هيَ حتى تبعها لير ليشاركها الضحك ... فقد كانَ منظرُ ميدوريّ مضحكاً خاصة وأنّها قد تأخرت في تجهيزِ نفسها وصارت مرتبكة وهي تبحثُ عن أشيائها وتركضُ في أنحاء الغرفة فجأة سمعا صوتَ الباب ليضعها أيدهما على فمهم .
دخلت ميدوري وهي تربطُ شعرها القصير لترفعه . وقد بدت أنّها مستعجلة .. انتهت من ربطِ شعرها ونظرت لطفلين لتقولَ لهما بعتاب .
ـ أتنما تضحكانِ عليّ أليسَ كذلك ؟! .
أومأ برأسيهما نفياً بطريقة مضحكة ... لترتسم الابتسامة على وجه ميدوري وهي تراهما بسعادة ونشاط فقالت لهما وهي تأخذُ حقيبتها الصغيرة .
ـ ها قد انتهيت ... .
نهضا من الأرض وأمسكا بأيدهما ليذهبا فها هو اليوم الأول الذي سيذهبا فيه إلى رياض الأطفال .. توقفا عندَ ميدوري التي ما لبثت أن وضعت إصبعها على جبينِ كل واحدِ منهما لتقولَ لهما بمرح .
ـ في المرة القادمة سوفَ أستيقظُ باكراً لكيلا تضحكا عليّ .
أوما برأسيهما بمرح وانطلقا خلفها .. كانت لين سعيدة فها هيّ تلبسُ ملابسَ جديدة قد اشترها لها ميدوري لتذهبَ بها إلى رياضِ الأطفال والتي كانت مطابقة تماماً لتوأمها إلا أنّه يختلف في أنّه مكوّن من بنطال وبذلة وهي أشبه بثوبِ قصير يصلُ لمنتصفِ ساقيها ...رفعت نظرها لتنظرَ لميدوري فقد كانت هي الاخرى متحمسة للذهابِ بأوراقها إلى الجامعة بحيثِ يمكنها الدراسة ... أمسكتْ جيداً بيد أخيها وهي تأمل بأن يكونَ هذا اليومُ جيداً لهم جميعاً .
ـــــــ

وصلَ رولند إلى القصر فوضعَ السيارة في مكانها المناسب .. أخذَ يسير حتى وصل إلى الحديقة .. توقفَ عند أحدى شجيراتها القصيرة فجلسَ تحتها ليرتاحَ قليلاً .. فليسَ لديه ما يفعله بما أنّ سيده ليسَ هنا .. رفعَ رأسه فرأى شيمون يتقدمَ نحوه أرادَ النهوض لكنّه أشارَ إليه بيده بأنّه لا بأس في ذلك فقد كانَ يحملُ بيده صينية فيها بعضٌ من الكعك بالإضافة إلى كوبين يتصاعدُ منها البخار ... جلسَ شيمون بالقرب منه ووضع الصينية على الأرض ثمّ ما لبثَ أن مددّ ذراعيه للأعلى ليقولَ بابتسامة وهو ينظرُ للمكان من حوله .
ـ لقد أحسنت باختيار هذا المكان .. .
ابتسمَ رولند وهو يرى عليه ملامح الراحة فبدأ شيمون بوضعَ الذيّ أعده أمامَ رولند ليقولَ له.
ـ اشربه إنّ طعمه لذيذ فقد قمتُ بإعداده ... إنه حليب ساخن بطعمِ العسل كانت أمي تعده لي عندما كنتُ صغيراً .
سارعَ بأخذه وارتشفَ منه انسابت إلى فمه طعمه فقالَ لـ شيمون في دلالة منه على إعجابه .
ـ إنه لذيذ ... شكراً لك .
ظهرت ملامح الخجل على شيمون فضحك بخفة وقالَ رولند .
ـ يسعدني أنّ أعدّه لك كل يوم .. فجسدك يبدوا ضعيفاً .
ما إن سمعَ رولند جملته الاخيرة حتى تغيرت ملامح وجهه وأخذَ يحدق بالبخار الذي يتصاعد من كأسه .
التفت شيمون نحوه وسأله .
ـ لقد سمعتُ محادثة ميلان معك وأنكَ قد اقترفتَ خطأ جعلك تعملُ عند السيد الراحل ليبريت .
ارتشفَ القليل ثمَ وضعه وقالَ لـ شيمون مع ابتسامة جميلة ظهرت على شفتيه .
ـ أجل .. بينما كنتُ أسير في الشارع أتلفتُ عن طريقِ الخطأ بضاعةً له .
قامَ شيمون بقضمِ بعضِ الكعك وفهمَ ما كانَ يقصده ... حل الصمتُ بينهما لبعضِ الوقت فها هو شيمون ينظرُ للحديقة وهو يأكل بعضَ الكعك بينما رولند يفكر في ذلك اليوم وهو يرتشفِ من كوبه وقد بدأت تلك الذكرى تعودُ إليه .


بدأ يشعرُ بألم يتمزقُ في داخله ولم يعد باستطاعته السير فمنذُ أن استيقظ وذلك الألم يلازمه تحاملَ على نفسه حتى وجدَ معطفاً ضيقاً أسرعَ بخطواتِ ثقيلة باتجاهه وما إن وصل إليه حتى سقطَ على الأرض .. أخذت أنفاسه تتصاعد وحرارة جسده ترتفع اتكأ على الجدار ورفعَ نظره للسماء الزرقاء ليقولَ بهمسِ .
ـ تباً .. ألن يتوقفَ هذا الألم .
بدأت له الرؤية مشوشة فوضعَ يده على جبينه وما هي إلا ثواني حتى بدأ يفقدُ وعيه تدريجياً .
دارات عقاربُ الساعة ومرّ الكثير من الوقت .
فتحَ عينيه بصعوبة فرأى أن الظلام قد حلّ شعرَ بالقلق يسيطر عليه فوقفَ على قدميه وأخذَ يسير ليعودَ إلى حيثُ لير ولين .. قابل شاحنة تقفٌ بالقرب من المنعطف الذي هو فيه ويبدوا أنّ أصحابها يفرغونَ الشحنة التي فيها سارَ ليخرجَ ولكنّ ما إن وصلَ إلى الشارع حتى اختلّ توازنه ليسقطَ على الجهة المقابلة لتلكَ الشاحنة , اصطدم جسده بها فاهتزت الأشياء الخفيفة التي فيها لتسقطَ جميعاً تتبعها واحدةً تلو الاخرى , أغمضَ رولند عينيه وهو يسمعُ صوتَ تكسرِ عنيف .
سارعَ رجلان بفزع ما إن سمعا ذلك الصوت أسرعَ أحدهم نحو باب الشاحنة المفتوح بفزع بينما الآخر أمسكَ الفاعل من ذراعيه وأخذَ يصرخُ في وجهه المتعب .
ـ أنت !!!! ألم ترى أننا كنّا ننزلُ تلكَ الشحنة هل تعمدت فعلَ ذلك .
لم يعد باستطاعته أن يبقي عينيه مفتوحة وهو يشاهد ذلك الرجل الذي يصرخ عليه فقد اشتدّ الألم عليه وآخر ما سمعه قبلَ أن يفقد وعيه .
ـ لنذهب به إلى السيد ليبريت حتى يرى العقاب المناسب له .



عادَ رولند إلى واقعه وهمسَ لنفسه ولا زالت تلكَ الذكرى تعودُ إليه . .
ـ وبذلك سمحَ لي ليبريت بالعمل عنده تعويضاً لما فعلت .
أنهى شيمون الكعك بمشاركة رولند .. فنهضَ وقالَ لـ الشاب الذي أمامه .
ـ هل تساعدني قليلاً ؟! .
أومأ رولند برأسه موافقاً ونهضَ ملبياً طلبَ كبيرِ خدمِ القصر فقد شعرَ بالراحة لقربه وهو في شوقَ ليعلم سبب بقاءه مع سيده الشاب أرادَ سؤاله ولكنه علمَ أنّه ليسَ الوقت المناسب ليقومَ بسؤاله .
ـــــــ


وفي مكان آخر .

نزلَ الجميعُ من تلكَ العربة التي انطفأت أنوارها بسبب طلوعِ النهار طأطأ الشاب الصغير رأسه وقالَ بابتسامةً مرحة .
ـ شكراً لكم لسماحكم لي للبقاء حتى أن أصلُ إلى هنا .
حزنَ أحدهم والذي بدى كقائد للفرقة من مغادرة ذلك الفتى الناشئ الذي صممّ على الرحيل ورفضَ عرضهم فقالَ له بفضول .
ـ أذلك الشخص الذي تودَ مقابلته عزيزٌ عليك إلى هذه الدرجة ؟! .
توقفَ الشاب للحظات عندما سمعَ ذلك السؤال ليقولَ بصوتِ حزين .
ـ أجل .. إنني أعيشُ إلى هذه اللحظة بفضله .. لو لم يكن موجوداً لما كنتُ على هذه الحال ..
ابتسمَ بعدَ مقولته ليلوّح بيده مودعاً بابتسامة مرحة .... رفعَ الغطاءَ المتصلَ بعباءته إلى رأسه وانطلقَ راكضاَ مبتعداً عنهم ... تداركً قائد الفرقة أمراً مهماً فصرخَ وهو يستدركُ ذلك الشيء الذيّ نسيه .
ـ انتظر أيها الشاب ما اسمك ؟!؟ .
لم يصلِ صوته فقد ابتعدَ ذلك الشاب بسرعةِ عالية وهو يركض بخفة ... تنهدَ بخيبة أمل وضربَ على جبينه ليقول .
ـ تباً لم نقم بسؤاله لأننا انشغلنا بالمرحِ معه .
أعادَ الابتسامة إلى شفتيه ما إن سمعَ صوتَ مديره يطلبُ منه الحضور ليصعدَ للعربة مرة أخرى وهو يهمس لنفسه .
ـ أنا متأكد بأنها لن تكون المرة الأخيرة التي أراك فيها .
انطلقَ راكضاً وكلّه أمل أن يلتقي بمن يذكره في داخله فقد سمعَ بعضَ الأخبار عنه .. لا حظَ طفلين يقفانِ أمام محلِ ما ففكرَ بأن يسألهما فلن يعرفَ ذلك المكان ما لم يعرف الحيّ ... ابطأ في سيره واتجه نحوهما .


عندَ لير ولين كانا هم من يقفانِ عندَ ذلك المحل منتظرين ميدوري التي نسيت أن تأخذَ معه قلماً .
ـ أنتما .. .
التفتا ما إن سمعا ذلك الصوت فشاهدا شاباً يرتديّ عبائه زيتية .. ابتسمَ ذلك الشاب بمرح ليقولَ لهما .
ـ هل تعلمانِ أينَ هو الحيّ الذي يقطنُ فيه أغنياء هذه المدينة .. .
حدّقت لين في وجهه وأثارَ انتباهها شيء ما ... بينما تكفّل لير بالإجابة فأشارَ بيده إلى الخلفِ نحوَ شارعِ فرعي ليقولَ له .
ـ إنه هناك سوفَ تجده بعدَ أن تعبره... لكنّه بعيدِ عن هنا .
شعرَ الشابَ بالفرحة الغامرة فابتسمَ بحماسة ليقولَ للير وهوَ يمسكُ كلتا يديه .
ـ شكراً لك .
انطلقَ مسرعاً للخلفِ وهو يلوح لهما .... بينما كانَ لير راضياً فها هو قد ساعدَ أحدهم التفتَ نحو لين فرأى عليهما ملامح غريبة فقد كانت تنظرُ إلى المكان الذي ذهبَ فيه ذلك الشاب .
ـ أختي هل هناكَ شيء ؟! .
ـ هل لا حظتَ ذلك ؟! .
استغربَ لير من سؤال أخته المفاجئ .. أمسكت لين بيدِ أخيها لتقولَ له وقد لمعت عيناها الخضراء .
ـ إنه يشبه السوار الذي تلبسه أختنا ميدوري .. .
أومأ لير نافياً وقالَ لها وقد استغربَ اندفاعها الغريب ليقولَ لها .
ـ لم ألاحظه .
خرجت ميدوري من المحل وهي تضعُ قلمها في الحقيبة ... نظرَت للطفلين فاستغربت عندما رأت لين تتجه نحوها .
توقفت لين أمامَ ميدوري , أمسكت يدها ورفعت كمّ ملابسها قليلاً حتى ظهرَ سوراها فقالت للير لتنفيّ ما قاله .
ـ بلى أنّه يشبه ما تحمله أختي ... لقد كانَ يضعها كحلقة في أذنه اليسرى كذلك .
أصابتها الصدمة ما إن سمعت جملة لين و اتسعت عيناها لتهمسَ لنفسها بعدمِ تصديق وقد بدأت ضرباتُ قلبها بالخفقان
ـ مستحيل ! .......... أيعقل أن يكونَ هوَ !! .
تقدمَ لير باتجاههما وقالَ ببراءة لأخته .
ـ قلت لكِ أنا لم ألاحظه .
عبست بضيق فهي قد رأته بعينها ... كتفت بذراعيها وقالتَ بعدمِ رضا .
ـ إذا التقيته مرةً أخرى فسوفَ أجلبه لتراه .
هدأت دقات قلبها ما إن سمعت ردَ لير فقد ظنّت أنّه هوَ .. ابتسمت وأمسكت بأيدهما لتقولَ لهما بصوتِ هادئ .
ـ لا تتشاجرا فأنتما توأمان .. .
أومأ برأسيها وتناسيا الأمر .. تابعا المسيرَ مع ميدوري التي طغت على ملامح وجهها الحزن ... فقد تذكرت ذلك الشخص ... وأخذت تفكرُ في قرارة نفسها .. ما ذا إن كانَ هو حقاً !! ماذا إن جاء إليهم مرةً أخرى ... .!
استقلت سيارة أجرة وأعلمت السائق بمبنى رياض الأطفال الذيّ سيذهبُ إليه لين و لير ... نظرت إليهما فوجدتهما متحمسين للذهاب فها هي لين تحدثُ أخاها بأنها ستكونُ لطيفة ليصبحَ لديها الكثير من الأصدقاء بينما توأمها يبتسم لها وينصت لما تقوله ... .
ـــــــ
... أخذَ ينظرُ للمكانِ حوله فقد بدأت الأحياء تتغير عما مرّ عليها .. فها هي البيوتِ الفخمة تحتلُ جانباً بينما الجانب الآخر لقصورِ واسعة رخامية ...
بينما أعمدة إنارة الشارع مطلية بلونِ ذهبي والرصيف بدا لا معاً نظيفاً ... كلُّ شيء في ذلك المكانِ الذي دخله يدلُ على غنى أصحابه ..
بدأ يبطئ من سيره .. وهو يرى بعينه تلكَ المناظر التي أسرته ... أخرجَ من جيبِ سترته ورقةَ صغيرة فنظرَ إلى ما هوَ مكتوبٌ فيها فانعطفَ يميناً وقال .
ـ إنّه هنا .. .
توقفَ للحظات وأخذَ ينظرُ بحدقةِ عينيه ليرى ذلك القصر الذي توقفَ عنده ... جدارٌ رخامي وبوابة كبيرة على شكلِ سياجِ حديدي يُرى من خلاله.. ساحةٌ القصر الممتلئة بالورود والأشجار المتسلقة ..نافورة مياه تنسابِ بهدوء وجمالية متوسطةً العشبِ المخضر وأخيراً جلسةٌ صغيرة بكراسي ملونة فوقها مظلاتِ على شكلِ ورودِ حمراء .. .
ارتسمت السعادة في داخله فها هو أخيراً سيجدُ من يبحثُ عنه تلفت حوله بسرعة لتقعَ أنظاره على شجرة عملاقة يصلُ طولها لأمتارِ حتى أنّ أغصانها قد أخذت حيزاً من جدارِ القصر الذي يقفُ أمامه .. انطلقَ بخفة نحوها وأخذَ يتحسسُ جذعها .. وما هي إلا ثواني حتى بدأ بتسلقها ببراعة وخفة .. وصلَ إلى أعلى الجدار وتخفى بوريقات الشجرة ... أخذَ ينظرُ بريبة للمكان .. لم يجدَ أيّ حراس فبدأ بالنزول بحذرِ شديد ليدخلَ إلى ساحة القصر ... .


وفي غرفةِ جميلةِ هادئة يجلسُ شابٌ على كرسيِ بقربِ النافذة ... يقرأ كتاباً يحمله في يده اليمنى بينما في يده الأخرى قالبٌ من الشكولاتة يقضمها كل ما قلبَ صفحة من ذلك الكتاب ...
شعرَ بالملل فأغلقَ الكتاب ووضعه على الطاولة التي بقربه .... أخذَ كوبَ القهوة الذي بجانبه وأخذَ يرتشفُ منه وهو ينظرُ للنافذة .... فجأة احترقَ لسانه بالقهوة ما إن رأى شيئاً فاجأه , أسرعَ بوضعِ يده على فمه وأغمضَ عينيه بألم ..
ثوانيّ هيّ حتى وضعَ كوبَ القهوة على الطاولة وعادَ بسرعة إلى النافذة ... وضعَ يديه عليها وأخذَ ينظرٌ بإمعانِ لذلك الشخص الغريب الذي دخلَ قصره قافزاً بينَ الشجيرات الصغيرة بكلِّ رشاقة وفي كلِ مرة يتأكدُ من غطاءِ رأسه الذي عليه .. .
شعرَ بالحماسة لذلك فأخيراً هناكَ شيء ما يثيرُ انتباه .... وضعَ قالب الشكولاتة في فمه وأسرعَ بخطواته ليرى ما لذي يريده ذلك المتسلل البارع فبدت ملامح وجهه كطفلِ يشاهد التلفاز في حماسة .
أخذَ المتسلل كما أطلقَ عليه ذلك الشاب .. ينظرُ من حوله وهو يأملُ بأن يرى أحد خدمِ هذا القصر ... لا حظَ أحدهم فسارعَ بالاختباء خلفَ إحدى الشجيرات الصغيرة ... أخذَ يدققُ النظر إلى ملامح وجهه فأصابه اليأس فقد مرّ من أمامه عشرونَ خادماً ولم يرى الشخصَ الذي يريده .. .
جلسَ على الأرض بتعب فقد أرهق من التنقل بتلكَ الخفة بينَ ساحة القصر الكبيرة ... فقد مضى وقتٌ طويل وهو يجوبُ المكان ... نظرَ إلى القصر فكتفَ بذراعيه وأومأ برأسه نافياً عندما طرأت له فكرة الدخول له .وأخذَ يحادث نفسه . .
ـ مستحيل سوفَ يقومونَ باكتشافي إن أنا دخلت .. .
وضعَ يده على ذقنه وأخذَ يُفكر بعمق وهو يغمضُ عينيه ... بينما في الجهة الأخرى .. ملّ ذلك الشاب واختفت ملامح الحماسة من وجهه فله أكثر من ربعِ ساعة وهو ينتظرُ ذلك المتسلل أن يقومَ بحركةِ ما ولكنّه بدى كمن هوَ غارقُ في التفكير .. طرأت في داخله فكرة فتلفت بحذرِ ليرى إن كانَ أحدُ خدمه بالقربِ منه .. لم يجد أحداً فأسرعَ بخطواته نحو ذلك المتسلل ليرى ما لذي جرى له , وصلَ إليه فوضعَ يده على كفته وقالَ له هامساً .
ـ ما لذي جرى لك .. ! لماذا توقفت ؟! .
ارتعدَ قلبه عندما شعرَ بهمسَ أحدهم ... التفت بحذر وسارَع بوضعَ يده على فمِ الشخصِ الذي خلفه ... .لكيلا يحدثَ ضجة .
لم يتفاجأ ذلك الشاب بل بقيّ ساكناً حتى وهو أمامَ ذلك المتسلل الذي اقتحم قصره بل أخذَ ينظرُ إلى ملامحه ببراءة...
خافَ المتسلل قليلاً ولكن ما إن رأى هيئة من أمامه وأنّه ليسَ سوى شاب .. حتى اقتربَ منه وهمسَ إليه بحذر .
ـ أنت لا تقم بعملِ ضجة ... أعدك لن أفعلَ شيئاً سيئاً فقط التزم الهدوء .
أومأ الشاب الذي بدى أكبر منه موافقاً فاطمأن قلبُ المتسلل وأبعدَ يده عنه ... جلسَ الشاب بالقربِ من المتسلل الذي بدى مرتبكاً بعضَ الشيء فهو لم يصرخ أو حتى يرتعب ... فكرَ قليلاً وأخذَ ينظرُ بريبة فذلك الشاب يبتسم له وكأن الحماسة تتفجرُ بداخله .. شعرَ باليأس .. فيفترضُ في موقفه ذاك أنّ يخاف أو حتى يرتجف ... .لم يأبه لذلك بل طرأ في داخله فكرة ليهمسَ لنفسه .
ـ لا بد أنّه ما ساكنّي القصر ... لو طلبتُ منه أن يدخلني حتى أبحث عنه .. .
شعرَ بالارتباك لتلكَ الفكرة ولكنه في كل مرة يشعرُ بالإحباط لرؤية ذلك الشاب الذي نفذَ ما يطلبه ولم ينطق بحرفِ واحد ابتلعَ رمقه وأمسكَ كلتا يديه ليقولَ له هامساً .
ـ هل يمكنك أن تقومَ بإدخالي للقصر أنا أبحثُ عن أحدهم .. .! .
أومأ الشاب برأسه موافقاً مما زادَ عندَ المتسلل شعورٌ بالإحباط فهو حقاً لن يعرفَ فيما يفكرُ فيه هذا الشاب الذي أمامه .
دخلا للقصر بحذر وحركاتِ خفيفة خفيّة ... شعرَ الشاب بالمرح وهو يتنقلُ بكلِ انسيابه بينَ المكان بكلِ هدوء مع ذلك المتسلل حتى أنَه لم يلاحظه أحدٌ من خدمه وهذا ما زادَ الإثارة عنده ...
توقفَ عندَ زاوية الدرجِ فجلسَ فيها وأخذَ يُفكر بعمق فهو لم يجدَ من يريده ... بعثر شعره بعصيبة وقالَ بضيق .
[/SIZE][/FONT]
ـ أينَ هو ... ؟! .
سمعَ ذلك الشاب ما يهمسُ به لنفسه فقالَ للمتسلل بمرح .
ـ تبحثُ عمن ؟! .
اتسعت عينُ المتسلل ووضعَ يده على فمِ الشابِ بحذر ليسكته فقد مرّ أحدُ الخدم ... لم يطمأن فهمسَ لذلك الشاب بضيق.
ـ أنت .. لا ترفع صوتكَ .. سيكشفنا أحدُ الخدم ثمّ يذهبُ بنا إلى سيد القصر العجوز ! .




ـ مـــــــــــــاذاااا ؟! .




هكذا صرخَ الشاب ما إن سمعَ جملة المتسلل ليقفَ غاضباً وهو يشيرُ إليه بانفعال .
ـ ماذا قلت ..!! عجوز !!!! سيد القصر العجوز ؟!.
انتبه الجميعُ لذلك الصوت الغاضب فأسرعَ الخدم باتجاه سيدهم ما إن سمعوا صوته ..... ارتبكَ المتسلل وهو يرى خروجَ ذلك الشاب عن هدوءه فابتلعَ رمقه ووضعَ يده على رأسه علّه يخفي نفسه بينما أخذَ يحدث نفسه .
ـ يالي من أحمق ... لقد كشفتْ ...! .
تقدمَ أحدُ الخدم نحو سيده الذي بدى منفعلاً فاقتربَ منه وأمسكَ بكتفه ليقولَ له .
ـ سيدي ألفريدو ما لذي حصلَ لك ؟! .
التفت ذلك الشاب والذي يدعى ألفريدو نحوَ كبيرِ خدمه ليقولَ له وقد بدت الدموع تتجمعُ في عينيه الزرقاوان .
ـ بِيْن .. أخبرني هل أصبحتُ عجوزاً ؟! .
تعجبَ كبيرِ خدمه من سؤالِ سيده الغريب فابتسمَ له ووضعَ يده على شعرِ سيده الأسود وكأنما هو طفلٌ صغير .
ـ من الذي قالَ لك هذا! ... لا زلتَ في عزّ شبابك سيدي .
التمعت عينا ألفريدو في سعادة فأبعدَ الحزن عن وجهه ورفعَ رأسه بشموخ ليقولَ بطريقة مضحكة طفولية .
ـ أتسمعُ ذلك .. لا زلتُ في عزّ شبابي ؟! .

ـ تباً تباً تباً ... .
هذا ما كانَ يقوله الشاب الصغير الآخر وهو يرى ذلك المدعو ألفريدو يفضحه .. ولكن استغرب عندما سمعَ محادثتهم فالمعلومات التي وصلته أنّه يعملُ هنا تحت سيدِ هذا القصر وهو شخصِ كبيرِ في السنّ ..
لم يكن هناكَ داعي لاختبائه بعدَ أن فُضحَ فوقفَ بابتسامة بلهاء ... .
تفاجأ بِيْن من كلامِ سيده فالتفت عندما لمحَ أحدهم ... قطبّ حاجبيه عندما رأى دخيلاً في القصر فشعرَ بالغضبِ وأسرعَ نحو ذلك الشاب ليمسكَ به بعنفِ ساحباً إياه من يده .
ـ أنت ما لذي تفعله في قصرِ سيدي .. ومن الذي سمحَ لكَ بالدخول ... ! .
ابتلعَ الشاب رمقه وهو يرى ذلك الشخص ببنيةِ الكبيرة وجسده الضخم يجرّه بعصبيه .. فيبدوا أنّه غاضب لأنه دخلَ القصر .. .
تجمعَ جميعَ الخدم إثر الفوضى التي حصلت ... فأثارَ ذلك انتباه المتسلل فأخذَ يُفكر بحلِ ما .. بينما ذلك الشاب ألفريدو بدى أنّه نسي ما حوله .. فقد بدأ يسأل خدمه بصورةِ مزعجة ما إن بدأت أثارُ الكبر تظهرُ على وجهه .. .




ـ تـــــــــــوقفوا .... !





هذا ما صرخَ به ليوقفَ تلكَ الضجة التي هوَ فيها فالذي يمسكه يعاتبه على دخوله ويتوعده بالذهاب لمركز الشرطة بينما ذلك الشاب الطفولي يسأل الخدم بخوفِ إن كانَ قد أصبح عجوزاً والبقيّة يتهامسون فيما بينهم .
توقفَ الجميعَ إثرَ ذلك الصوت ... وأخذو ينظرون لصاحبه بريبة .... تنبه ألفريدو لذلك ونسي ذلك الشاب الذي قامَ بأخذِ بجوله مرحة حولَ قصره متخفياً فالتفتَ هو الآخر ليسمعَ ما لذي يريده .
أنصت الجميعَ له ووقفوا بدهشة ليستمعوا لما سيقوله ... هدأ ذلك الشاب فابتلعَ كتلة كبيرة من الهواء وقالَ بصوتِ عالِ .
ـ أليسَ هذا قصر السيد ليبريت ؟! .


ـــــــ

عندَ ميدوري .. .
هبّ نسيمُ قويّ من الهواء حركَ خصلاتِ شعرها فوضعت يدها عليه وبيدها الأخرى أمسكت بأوراقها جيداً .. تعجبت من ذلك والتفت نحو بوابة مبنى رياضِ الأطفال لتقولَ لنفسها بتعجب .
ـ من أينَ أتت هذهِ الرياح ؟! .
ابتسمت ما إن خفّ تيار الهواء لتقولَ بمرح .
ـ فجأة شعرتُ بأن هناكَ شيئاً حدث .
واصلت طريقها لتذهبَ نحو الجامعة ... وكلّها أمل بأن يكونَ أول يومِ لتوأمان جيد .


ــــــــــــ


في قصرِ ألفريدو ..
خيّم عليه الحزن فطأطأ رأسه وهو يشدُّ على ملابسه .
ـ إذاً أينَ ذهب الآن ؟! أيجبُ عليّ البحثُ مرةً أخرى !!! .
هذا ما قاله المتسلل بعدَ أن جلسَ على كرسيّ وقد استمع للقصة بأكملها وهي أنّ السيد ليبريت الذي يبحثُ عنه قد مات .. وأنّ جميعَ خدمه قد تفرقوا ... .
تغيرت ملامح وجه ألفريدو المرحة خاصة بعدَ أن رأى حزنَ ذلك الشاب المفاجئ مما جعله يجلسُ بقربه ويقولُ له باهتمام .
ـ من تبحثُ عنه شابٌ كان يعملُ عند السيد ليبريت ؟! .
أومأ برأسه وقد بدى محبطاً للغاية فقد جاء من مكانِ بعيد باحثاً عنه وقفَ للحظات وتبدلت ملامحه للجدية ليقولَ .
ـ سوفَ أبحثُ عنه مجدداً ... .
لم يرق لـ بِيْن ذلك الشاب الذي قامَ سيده باستضافته ... مما جعله يتقدمُ عند سيده ويهمسُ في أذنيه .
ـ سيدي .. أأنتَ متأكد بأنك ستجعل الامر يمرّ بشكل عادي !.. تذكر أنّ هذا الشاب قام بالتسلل لقصرك !! كيفَ سيكون لو دخلَ لص أو شخصٌ يريدُ قتلك ! .

ـ وجدتـــــها ... ! .
هكذا صرخَ ألفريدوا بحماسة بعدَ أن تذكر شيئاً فيبدوا أنه لم يكن يستمع لكبير خدمه مما جعلَ بِيْن يتفاجأ ما هي إلا لحظات حتى عادت الابتسامة لشفتيه فسيده شخصٌ لطيف رغمَ أن طفولي ولم ينضج بعد إلا أنّه يهتمُ بالآخرين , تراجع بضعَ خطوات احتراماً له وآملاً في أن يكونَ ما وجده سيده مفيداً .
تقدمَ ألفريدو باتجاه الشاب ليمسكَ بكلتا يديه ويقولَ له بحماسة .
ـ ربما يكونُ عندَ ابن عمي !! فهو قد أخذَ بعضَ الخدم من هنا ... ! .
ظهرَ بصيصُ أمل في نفسِ الشاب وقالَ .
ـ أمتأكدٌ من ذلك ؟!؟! .
ـ ربما .
التفت ألفريدو نحو كبيرِ خدمه بِيْن ليقولَ له بلطف .
ـ جهّز السيارة فنحنُ ذاهبون لقصرِ ماليان .
أومأ بِيْن لسيده وانطلقَ لينفذَ ما طلبه ... التفت ألفريدو ونظرَ لعينيّ الشاب التي اتخذت لون جذع الشجر ليقولَ له بابتسامة لطيفة.
ـ ما اسمك ؟! .
توردت وجنتي الشاب ووضعَ يده على شعره المائل للونِ غروبِ الشمس ليقولَ بارتباك .


ـ أدعى إيفان ... ! .








انتهى الفصل السادس ..




الاسئلة
ـ كيفَ كان الفصل ! ^O^
ـ ما رأيكم بالشخصياتِ الجديدة ^^ ؟! .
ـ وعن من يبحثُ إيفان !! وهل سيجدَ الفرصة ليجد الشخصَ الذي يبحثُ عنه ؟! .
ـ وكيفَ سيكونُ اليومُ الأول للطفلين ؟! .

رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Amazing Misa على المشاركة المفيدة: