عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2014, 10:37 PM   رقم المشاركة : 27
Amazing Misa
عضو متألق






 

الحالة
Amazing Misa غير متواجد حالياً

 
Amazing Misa عضوية لديها صيت بسيطAmazing Misa عضوية لديها صيت بسيطAmazing Misa عضوية لديها صيت بسيط

شكراً: 421
تم شكره 628 مرة في 385 مشاركة

 
افتراضي رد: رواية خادمي كان صديقي

im);"][cell="filter:;"][align=center]

عندما نعودُ بذكريتنا للبعيد ربما تفتحُ جروحٌ عميقة كنّا قد بذلنا جهدنا لكِ ندفنها ونخفيها عن أنفسنا .. ولكن بما أن المياه لا تبقى راكدة دائماً فهناكَ بعضَ الأوقات قد ندفعُ بتلكَ الذكريات للأمام في لحظة غضب فنخرجها بانفعال .
هي لحظة قد تعميّ أنفاسنا عن حقيقة الجهد الذي بذلنا وقتاَ طويلاً لكِ نقومُ فيه بدفن تلكَ الجروح .

شعورٌ بالندم الكبير يغلفُ قلب إيفان الذي كان مفعماً بالحماسة والاشتياق والتي تناثرت كذرات الهواء ما إن فجّرّ غضبه على صديقه رولند .. فلم يكن له سوى أن يحركَ قدميه بيأس ثمّ يتقدم ببطء ناحية جدار القصر الذي خرج منه ليجلس مسنداً ظهره غائصاً في دوامة من الأفكار التي تشعره بالاختناق تدريجاً والذي جعله غيرَ قادرِ عن الابتعاد قليلاً من هنا .
ـــــــــــــــ
ـ أرجوك قابله مرةً أخرى .
تلكَ الجملة تردد صداها على مسمع رولند الذي أخذَ ينظرُ لذلك الشاب الذي يطلبُ منه برجاء صادق أن يعودً لصديقه , يشرحُ له بانفعال كيفَ أنه لم يقصد أن يغضب عليه أو حتى يقابله بهذه الطريقة ..كيف التقى به وكيفَ كان وجهه وهو يحدثه عنه بل كيف حزن عندما لم يجده عنه ..
ابتسمَ رولند ابتسامة صافية تريحُ قلبَ كل من يراها حتى أن من أمامه توقفَ عن الشرح وهو يرى ابتسامته التي بدت أنه لم يغضب بتاتاً على ذلك الشاب الصغير وكأنما يعرفُ مسبقاً بما يشعرُ به ... وهذا ما كانَ حقيقة فلا زالَ يتردد على قلبِ رولند مقوله إيفان التي يثقُ بها قبل أن يفترقا .
ـ عندما أعود سأغير من نفسي .
لم يستطع ألفريدو أن يقولَ المزيد وكأنما تلكَ الابتسامة أخبرته أنّه ليسَ عليه القلق فلم يملكَ سوى أن يخفف من انفعاله ويضعَ يده على كتفِ من أمامه .
ـ إذا أذهب .
ـ ما الذي تتفوه به يا ألفريدو ؟! .
قطع تلكَ اللحظة صوتِ ميلان الغاضب الذي لم يعجبه المشهد الذي حيكَ أمامه بكل صدق فأخذ يرمقُ ابنَ عمه بنظراتِ غاضبة , علمَ الشخصُ المعني بما يشعرُ به ابن عمه فدفعَ رولند بيديه وقالَ له وكأنّما يخالفَ ذلك الصوتَ الذي حملَ في داخله الكثير من الغضب والحقد .
ـ قلتَ لك اذهب .
تردد رولند وهو يرى شكلَ سيده ومزاجه الذي تغير ولكنَ دفعه ألفريدو بثتْ في قلبه الإقدام مما جعله يحركُ قدميه باتجاه البوابة متجاهلاً أوامر سيده .
ارتاح الفريدو لرؤية ذلك الشاب يغادر مما جعله يعودُ إلى الواقع الذي هو فيه محاولاً التفكيرِ بأقصى سرعة بأن يقومُ بحل المشكلة التي ستحصلُ قريباً مع ابن عمه والذي يعلمُ يقيناً بأنه لا يحبُ أي تعامل لطيف مع أي من الخدم مما جعله يمسكُ بيده عنوه ويسحبه معه لداخل القصر غيرَ مكترثِ لاعتراضه ولا حتى لصوته الغاضب الذي يستفسر عن سبب تصرفه مع أحد خدمه بتلكَ الطريقة .

توقفَ رولند أمام بوابة القصر والتفت ليجده بالقربِ من القصر كما قالَ له ألفريدو تماماً , نظرَ إليه بعينيه المثقلتين بالكثير من الأشياء فعكستْ حدقة عينه منظرَ صديقه الذي يثيرُ الحزن فيده التي يشدّها والتي بدت عليها أثار الجراح بسببِ ضربه على الأرض عده مرات وكذلك هيئته وعيناه التي بدت وكأنما ينظرُ للفراغ كل ذلك رسمَ لوحة متكاملةً من الندم في قلبِ رولند .
ابتسمَ بداخلِ قلبه فثقته به كانت في محلها مضى إليه ببطء وبهدوء جلسَ بقربه ماداً احدى ساقيه مستنداً على الجدار مثلَ صديقه لم يشعر إيفان بخطواتِ ذلك الشاب ولا حتى بجلوسه بالقربِ منه إلا عندما لمحت عيناه ذلك البنطال الذي كانَ يلبسه صديقه .. علمَ أنّ من بالقربِ منه هو رولند نفسه فلم ينظر إليه بل أخذَ يحدقُ بالأرض مفكراً بكيفية ترتيبِ حروفه بل قبلَ هذا كله . كيفَ يستطيعُ أن ينظرَ إليه بعدَ ذلك اللقاء ..
مضت فترةٌ من الصمت العميق لم ينطق فيه كلاهما وكأنما كانا يستحضران ذكريات الماضي التي جمعتهما معاً في داخلِ نفوسهم .. علمَ إيفان أن فترةِ الصمت قد طالت فشعرَ برغبةِ تتردد في داخله بأن يرى ما الذي ينظرُ إليه من بجانبه
.. هل ينظرُ إليه ! أم أنّه ينتظرُ أن يبدأ هو في الحديث !.
استجمعَ شجاعته المهزوزة ورفعَ بصره لينظرَ إليه فلم يملك سوى أن تتسعَ عيناه عندما تلّمسَ قلبه ما عكست عيناه عندما رآه, ابتسامته الهادئة , عيناه المغمضة , وقسماتِ وجهه التي أثرّت في نفس كثيراً
شعرَ بالتردد بل بشيءِ ثقيل يغلف قلبه , أرادَ أن يبدأ الحديث معه فارتجفت يده التي بالقربِ منه لأنّ حروفه خانته فلم تتشابك معَ بعضها لكِ يكون جمله ثابته يقولها بلسانه , حاربِ ذلك الشعور بداخله فنطقَ بتردد وبصوتِ متقطع.
ـ أنـ..ا أنـ.ا .
التفت رولند عندما سمع صوته ففتحِ عينيه وأخذَ ينظرُ لإيفان الذي أخذً جاهداً بتوتر أن يخيطَ حروفه مدّ يديه باتجاهه وأمسكَ برأسه مقرباً إياه منه جاعلاً كلِ حروفَ من أمامه تختفي وتتفكك ألصقَ جبهته بجبهةِ وقالَ له بصوتِ هادئ .
ـ مرحباً بعودتك .
بتلكَ الجملة فقط وتلكَ اللمسة التي شكلت له كمية كبيرة من الحنين شعرَ إيفان برغبة عارمة في البكاء فها هو من أمامه لم يتغير بتاتاً من الداخل رغمِ طولِ السنين التي باعدتهم
لا زالَ يتعاملُ معه بلطف وطيبه حتى وإن كان هوَ دائماً من يسببُ له بعض المتاعب .
لم يملك سوى أن يظهرَ ابتسامة على شفتيه وقد بدأت عيناه تمتلئان بالدموع .
ثمّ يقومُ باحتضان ذلك الشاب ليخفي الدموع التي تكادُ تسيل على وجنتيه وبصوتِ باكِ ممتلئ بشعور السعادة قال له .
ـ لقد عدت .

.....
وبداخل القصر ..
لم يستطع ألفريدو أن يتحملَ كلماتِ ميلان الغاضبة والتي تعاتبه منذ وقتِ طويل على تدخله مع خدمه مما جعله يشعرُ بالضيق وكأنما الجوّ أمامه ثقيل جداً فقد كانَ واضحاً من خلالِ تصرفاته فهو لم يكف عن العبثَ بشعره وهو يقفُ مستمعاً لـميلان الذي يلقيّ عليه محاضرة فقالَ صارخاً محاولاً اختراقَ الجو الثقيل الذي يحيطُ به .
ـ لا تفقد أعصابك على شيء كهذا !! كل ما كانَ في الأمر أن ذلك الشاب كانَ يبحثُ عن صديقه منذُ زمن .. وهاهما قد التقيا أخيراً .
ـ اصـمت !! .
هذا ما قاله ميلان بانفعالِ كبير بل بملامحِ مخيفة حتى أنّ من أمامه قد تلمسَ ذلك .. لم يجدَ شيئاً ليقوله فرفعَ قدميه ليستلقي على سريره الذي كانَ جالساً عليه ويشيحُ بوجهه وجسده عن ابن عمه .
شعرَ ألفريدو أنّه مشتت فهو حقاً فهو لم يرد بأن يغضبَ ميلان منه مما جعله يقتربُ من ليجلسَ على السرير نفسه ويقولُ لمن خلفه وقد هدأ هو الآخر .
ـ أعلم أنّك لا تزالَ تتذكر ما حصل لك في الماضي ولكن ... .
قاطعه ميلان بهدوء وقد فتحَ عينيه .
ـ إن كنتَ تعتبرني صديقك قبل أن أكونَ ابن عمك فلا تتحدث عن ذلك الماضي .
هذا ما قاله عندما علمَ أنّ الذي بقربه سيفتحُ شعورُ وذكريات الماضي في قلبه إن أكمل حديثه.
تنهدَ ألفريدو بعمق فقد فشلت جميعَ محاولاته والأسوء من ذلك أنّه الآن هو السببُ في حزنِ ميلان بسببِ ما قاله.
مرتْ لحظة صمتِ كئيبة جعلتْ ألفريدو ينظرُ إلي يديه بتفكير فجأة تذكر لوحَ الشكولاتة الذي أحضره فصرخَ بانفعال .
ـ لوح الشكولاتة الذي اشتريته أينّ هو ؟! .
نظرَ لخلفه وبروحِ الدُعابة قامَ بتطويقِ رقبة ميلان في حركة طفوليه ليقولَ له بصوتِ صارخ مضحك .
ـ لقد أحضرتها لك ولكنك تأخرت لذلك أصبحت لي لماذا أكلتها ؟.
ابتسمَ ميلان ووضعَ يده على ذراعِ التي تطوق رقبته ليقولَ هو الآخر مشاركاً له .
ـ أيها المزعج .. هل تظنُ بانّي سأتركها لك وأنتَ أحضرتها بنفسك ليّ .
ارتاحَ ألفريدو عندما شعرَ بأنّ ميلان قد عادَ إلى طبيعته مما جعله يفكرُ بأنّ يزعجه أكثر
فتعالت ضحكاتُ ألفريدو وصراخ ميلان في أرجاء الغرفة مما جعلَ الابتسامة ترتسمُ على وجهييّ شيمون وبيْن اللذينِ كانا يتحدثان خارجاً.

ـــــــ

بدأتُ الشمسُ بالمغيب فتلونت السماء بخليط من الألوان الهادئة .. التي تُشعر صاحبها بالراحة.
وقفَ الصديقان وجهاً لوجه .. فلم يملّ رولند لطولِ الحديثِ مع إيفان بل كانَ سعيداً لرؤيته
بخير وبصحة جيدة ..
تبسم إيفان ضاحكاً.فشاركه رولند الابتسامة ووضعَ يده على وجههِ إيفان ليقولَ له .
ـ لقد تغيرت بالفعل فهذه الابتسامة هي الدليل على ذلك .
انغمرَ قلبه بالفرحة لمقولةِ رولند وقالَ بحماسة .
ـ إذا كما اتفقنا سأرتاحُ هذه الليلة وغداً أُريدُ رؤية ميدوري.
وضعَ رولند يده على شعره ليقولَ بصوتِ ضاحك مرتبك .
ـ سوفَ تقتلني إذا علمت أنني لم أخبرها أنكَ جئتَ اليوم .. ولكن .
صمتَ عندما قاطعه إيفان وهو يضعُ إصبعه على أنفه .
ـ لتكن مفاجأة .
أومأ رولند برأسه موافقاً ولوحَ بيده مودعاً إيفان الذي أخذَ يبتعدُ عنه مغادراً.
توقفت يده عن التلويح ما إن اختفى إيفان من ناظريه فالتفت ناحية القصر ليدخل
ولكنّه تفاجأ بوجود ألفريدو أمامه والذي سارعَ بقوله عندما رأى الطمأنينة في عيني رولند.
ـ يبدوا أن ما حدث لم يعد مهماً .
استشعر رولند لطف الشاب الذي أمامه مما جعله يطأطأ رأسه للواقف أمامه وبرسمية مشبعةً بالاحترام الكبير .
ـ أشكرك سيدي على لطفك لن أنسى لكَ ذلك أبداً .
شعرَ ألفريدو بالحرج خاصة عندما تلمسّ كمية الاحترام الموجهة له فقال ضاحكاً.
ـ أنا لم أفعل شيئاً كلما ما طلبتُه منك أن تتبعه .. وحتى لو لم أكن موجوداً فيمكنك محادثة عندما تلتقيان مرةً أخرى .
رفعَ رولند رأسه وأومأ نافياً لكلام الشاب الذي أمامه .
ـ كلا .. أشكرُ الله أنكَ كنتَ حاضراً .. لو لم تطلب مني الذهاب إليه لباتَ طولِ الليل
يلومُ نفسه فيمتزجُ عنده شعورُ الغضب والذنب عندها ستضطرب مشاعره ولن أستطيع التحدث معه بشكل جيد كما في الآن .
تفاجأ ألفريدو من كلامِ رولند كثيراً فاقتربَ منه .
ـ أنتَ تعرفُ الكثير عن مشاعره يبدوا أنكما صديقين مقربين جداً .
تنهدَ بعمق بداخله وتذكر كلامه مع ابن عمه ميلان فقالَ لنفسه بتأنيب .
ـ على عكسي أنا .. فأنا لم أراعي مشاعره عندما بدأت أذكره بالماضي .
أخرجَ بيّْن سيارة سيده من القصر وأوقفها عند بوابة قصر ميلان حيثُ سيده الذي يجبُ عليه المغادرة .
حركَ ألفريدو قدميه نحو السيارة ليركبها ولكن قبل أن يجلس في المقعد الخلفي قالَ للشاب الذي أمامه .
ـ أرجوك تحمّل تصرفاتِ قريبيِ.. .
بتلكَ الجمله اختتمَ ألفريدو زيارته لقصر ميلان .. فهوَ يعلمُ تماماً أنّ الشاب الذي أمامه لن يقصر في عمله خادمِ له لذلك لم يطلب منه أن يعتني به بل قالَ له تحملّ تصرفاته وهذا ما أدركه رولند في قلبه ..
أجابه رولند بابتسامه فطمأن قلبُ ألفريدو وركبَ سيارته مغادراً .

ــــــــــ

أخذَ إيفان يركضُ في أنحاء المدينة بعدَ أن حفظ الطريق الذي يوصله لمحطة الحافلات
كانَ الليل قد أرخى سدوله بينما الشوارعُ قد بدت شبه خاليه ..
لاح أمامَ ناظريّ إيفان شابٌ ينتظره أمام لوحة محطة الحافلات فركضَ إليه مسرعاً وتوقفَ أمامه .
ـ شـ شكراً لك .
سلمَ ذلك الشاب حقيبةَ سفر كانَت بجانبه ليقولَ لإيفان .
ـ تفضل حقيبتك لقد أوصلتها بأمان .
أخذها إيفان منه وقالَ له بامتنان .
ـ أشكرك حقاً وأتمنى لكَ رحلةً آمنه
لوحَ ذلك الشاب بيده مودعاً إيفان وركبَ حافلةً بعدَ أن سلمَ ما كلفَ به , بينما أخذَ إيفان حقيبته التي تحتوي على أغراضه ليبحثَ له عن غرفةِ يقضي فيها هذه الليلة .

ــــــــــ

أما عند ميدوري .
فقد قامت بتغطية التوأمان اللذين لم يكفا عن التحدث بيومها الأول


كانت سعيدة وهي ترى البهجة على وجوههم الصغيرة فهما لم يهملا جميعَ التفاصيل , كانت تتمنى أن تقضي بعض الوقت معهم لكن يبدو أن التعب قد تسلل سريعاً لأجسادهم الصغيرة أطفأت الأنوار وأخرجت علبه حليب من الثلاجة ثمّ خرجت نحو الشرفة لعلَ هدوء الليل يتسلل إلى مشاعرها فيشعرها بالطمأنينة .. فتحت علبه الحليب وأخذت تشربُ منها وهي تنظرُ بعينها إلى ذلك السوار الذي صنعته فتذكرت كلام رولند الذي قالَ لها بكلِ ثقة .
سوفَ نلتقي قريباً أنا واثقُ من ذلك .
ابتسمت بداخلها فبما أنّ رولند واثقٌ بذلك فهي ستجعلُ ثقتها أكبر كما أنّها ليست قلقة كثيراً بشأنها فهي تعلمُ بإيفان حق المعرفة أكثر من معرفه رولند له أنهت ما بيدها ودخلت شقتها لتستعد للنومُ وكلها أمل بأن يكون كل شيء على ما يرام .
ــــــــ

وبما أنّ الليلة كانت هادئة بالنسبة لميدروي وإيفان فهي كانت غيرَ ذلك بالنسبة لرولند ..
تساقطت قطراتِ الماء من خصلات شعره وابتلَ قميصه بقطراته الباردة أخذَ ينظرُإلى كأس الزجاج الفارغ الذي في يديه وتارة ينظرُ لسيده الذي يستلقي على سريره فقد سكبه عليه عنوةً وها هوَ الآن يرى نظراتِ الحقد تظهرُ جليةً في عيني ميلان
عندما رأى الشابُ شكل من أمامه الهادئ والذي لم يتأثر قط لذلك شتمه وغطا نفسه ببطانية السرير
ليخفي بها نفسه .

بينما لم يكنْ لرولند سوى أن يقومُ بمسحِ المياه التي تناثرت بالقربِ من سريرِ سيده فهو يعلمُ سبب ردةِ فعله بسببِ ما حصل في عصر هذا اليوم .
انتهى من ذلك بهدوء فأغلق الباب خلفه ورفعَ خصلاتِ شعره المبتلة ..
وضعَ كأس الزجاج في مطبخِ القصر فوجد شيمونَ بملابسِ نومه يقومُ بشربِ كأسِ من عصير البرتقال الطازج .. تقدمَ أمامه وقالَ له بصوتِ رخيم يتناسقُ مع ظلمة المكان وهدوءه .
ـ سيدي .. يوم الغد هو يوم عطلة بالنسبة لي أليس كذلك ! .
شربِ شيمون كأس العصير كاملاً وقد سمعَ كلام رولند ليقولَ له بابتسامة .
ـ أجل أعلم ذلك فقد أخبرتني بذلك مسبقاً كما أنني قد أخبرت السيد منذ الوقت الذي طلبتُ منك أن تحدد ليوم راحتك .
ـ هل يمكننيّ أن أغادر مع بداية الفجر !.
ـ أجل .. إنّه يومك .
طأطأ رأسه باحترام لـ شيمون وقالَ له بلطف .
ـ .. اهتم بنفسك جيداً وأهتم بالسيد ذلك .
تعجب شيمون من جملته الأخيرة وبقي يحدقُ فيه وهو يغادرُ المطبخ بالرغم من معاملة ميلان له إلا أنّه أخبره أنّ يهتمّ به فهمسِ له بالرغم من أنّه يعلم أنّه لن يسمعه .
ـ وأنتَ كذلك خذ قسطاً كبيراً من الراحة .
لاحظ قميصه الذي ابتلّ قليلا, فعلمَ أنّ سيده هو من فعلِ ذلك فلا بدّ أنّه كانَ غيرَ راضياً للقاء خادمه بصديقه ولا بدَ أن يشعرُ بالألم في داخله .
وهذا ما كانَ فعلاً .. فميلان لم يخفي نفسه ببطانية السرير إلا لأّن يديه قد بدأتا بالارتجاف وكأنما يستحضرُ في داخله الماضي الأليم الذي لم يتحرر منه بعد .

ــــــــ

الفصل التاسع سيكونُ ..
في نهايةِ هذا الأسبوع بإذن الله



[/align][/cell][/table1][/align][/CENTER]
[align=center][table1="width:100%;background-image:url(https://im33.gulfup.com/X9KbG.gif);"][cell="filter:;"][align=center]

align][/cell][/table1][/align]]

آخر تعديل Amazing Misa يوم 07-03-2014 في 10:41 PM.

رد مع اقتباس