عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-06-2015, 06:36 PM
الوراق الوراق غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
شكراً: 0
تم شكره 8 مرة في 6 مشاركة

الوراق عضوية تخطو طريقها








افتراضي الحوار الصريح المحترم

 

[frame="6 80"]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الصراحة ليست مقترنة بالوقاحة مع أن الكثير من الناس يقرنهما ببعض ,
فالصراحة فن , والصراحة هي تسمية الأشياء بأسمائها والتوجه إلى المقصود
بدون التفاف ولا تلميح ولا تعريض , فالتلميح والطريقة الغير مباشرة
لا تقدم حواراً مفيداً لذلك الصراحة دائما تحتاج شجاعة وتحتاج تمكناً
وتأكداً من المعرفة والمعلومات والمنطق بل تدفع إلى ذلك .


الصراحة تعني القوة في الأخلاق وحتى الاعتذار والتراجع يحتاج إلى قوة ,
فالحوار الصريح المحترم، الخالي من الالتفافات هو دليل على التوكل
على الله والرضا بالنتائج , ومن فوائده العظيمة اختصار المجهود والوقت والكلام
والطاقة والفهم أيضاً .

أعمارنا تُضيّعها قلة الصراحة , فلا تغيير حقيقي يأتي بدون صراحة ووضوح
وحوار صريح , الحوار الصريح يختصر السنة في ساعة ويجعل الكلام عالقاً
في الذهن ويأخذ حقه من الدراسة حتى بعد الابتعاد , الكلام الصريح يقطع
المجال على الشكوك التي تتوه عن الأصل , ويريح الطرف الآخر
في موضوع التحديد والفهم ويوقفه على القرار فقط .




الحوار الصريح إذا كان يتعلق بالشخص فهو يحتاج إلى كلمة (أنت) ،
لا أن يلف ويدور ويشبه الحالة بحالة شخص آخر ..ومن ضمن هذا الحوار
الصريح إذا كنت تخاف أن تكون قاسياً على الطرف الآخر , فهذا لن يكون،
لأن هناك مشاعر جيدة له يجب أن تخرجها الصراحة من ضمن ما تخرج ,

فالصراحة لا تعني إبراز العيوب فقط دون المحاسن بل كليهما , حينها تقدم
صورة واضحة عن رؤيتك للشخص , بل تقدم صورة واضحة ليس فقط
عن الطرف الآخر بل وعنك أنت أيضا , فما أحوجنا للحوار الصريح الصادق
المحترم الخالي من المداراة وتغيير الأشياء عن أسمائها
وتحريف الكلام عن من يدور حوله .



فكرة تكبير موضوع الشخصنة لا يسمح بتقديم حوار صريح ومفيد ,
الاكتفاء بالعيوب فقط يثير النرفزة والأعصاب ويشوش على الفهم ,
لأنه ناقص بصراحة , الحوار الصريح المتكامل لا يثير الغضب بل يدفع
إلى التقارب دائما ويزرع المحبة لأنه معتمد على الفضيلة ، ففيه فضيلة
الشجاعة وتحمل مسؤولية الكلام وفيه الصدق وفيه التراجع وفيه القدرة
على اكتشاف محاسن الآخرين وكذلك القدرة على اكتشاف أخطائهم
وفيه دعوة مستمرة للتقارب , إذا هو ما نحتاج إليه .




صاحب هذا النوع من الحوار هو المريح دائما والجذاب دائما وهو الذي
يترك أثراً في الآخرين وهو الأشجع والأصدق والأكثر احتراما للحقيقة
والأكثر محافظة على وقت الآخرين أيضا , والأكثر توكلا على الله ورضا
بما يأتيه والأبعد عن النفاق والمجاملة الزائدة , وقد يبدو خشناً لكنه
هو الأنعم والأجمل , وقالوا قديما :
(في الصراحة راحة) .





أما البذاءة والوقاحة فليست من الصراحة , لأنها ليست هي حقيقة ما يحسه
الشخص , وغالبا ما يفعلها المهزوم وفاقد الحيلة , ولو كان صريحاً لقال :

إني مهزوم وفاقد الحيلة . إذاً الوقح غير صريح لأنه يستعير الوقاحة للتعويض
عن انفعاله وضيق حيلته , الصريح هو من يعبر عما يحسه فعلاً بأدق تعبير
(أو بأدق تعريف) والدقة بحد ذاتها ليست إلا جمالاً , ودائما نسمع عبارة

(هات من الآخر) بعد الملل من التمهيدات غير المفيدة والمتوهة، فنحن
في عصر السرعة ! والصراحة المحترمة هي سرعة وجودة في التواصل .


[/frame]


-:مواضيع أخرى تفيدك:-

Share


التعديل الأخير تم بواسطة ابتسامة ; 11-08-2015 الساعة 01:29 AM
رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ الوراق على المشاركة المفيدة: